يعتبر العالم (EdwardsDeming ) (1900_1993) أمريكي، مؤسس إدارة الجودة الشاملة.  ومن رواد الجودة الاوائل والذي ساعدت أعماله اليابان أن تصبح منتجاتها الأفضل جودة في العالم بعد أن فشل في تطبيق أفكاره في عدت شركات أمريكية بسبب رفضها لتلك الأفكار، فذهب إلى اليابان بعد الحرب العالمية الثانية حيث ساعدها على النهوض بمنتاجاتها. كانت بداية عمل ديمنج غير جيدة بالرغم من أنه مؤسس الجودة وكيفية رقابتها؛ فبالرغم من تحدثه عن طرق تحسين الجودة بوضوح وسلاسة إلا أن قادة الصناعة في أمريكا تجاهلوا أفكاره في أوائل الأربعينات. ومن ثم قام اشيكاوا ( رئيس الاتحاد الياباني للمنظمات الاقتصادية ) بدعوته لإلقاء سلسلة محاضرات في منتصف الخمسينات من القرن الماضي. وبعد أن تقبل قادة الصناعة في اليابان أفكار ديمنج حول الجودة؛ حيث تبنت معظم الشركات اليابانية بسرعة كبيرة مبادئ ديمنج لرقابة الجودة وأصبح الموظفون على ارتباط وثيق بالعمل بعد أن تم نصب العديد من الجوائز تقدم للمنشآت التي أظهرت تحسين وتطوير الجودة فيها. عندها تم تأسيس جائزة عام 1962م عن طريق الإتحاد الياباني للعلماء والمهندسين أطلق عليها «جائز ديمنج للجودة» وتعد هذه الجائزة من أهم الجوائز اليابانية في مجال الجودة وهكذا في خلال عشرين عام تغيرت سمعة المنتجات اليابانية وأصبحت رمزا للجودة. وفي الحقيقة فإن اليابانيين يدينون لديمنج بالنهضة التي حققوها. فبعد الدمار الذي لحق باليابان في الحرب العالمية الثانية قامت بعمل مراجعة شاملة للعيوب التي استشرت فيها ومن خلال المكاشفة والمصارحة وصلت القناعات إلى الاستعانة بدكتور ديمنج فوضع نظرياته فيما أسماه الإدارة الحديثة والجودة الشاملة في العمل ، وضعها موضع التطبيق فى اليابان فكانت الطفرة التى جعلت اليابان قلعة الصناعة فى العالم ومنها انتشرت نظريات وتطبيقات د. ديمنج لتجتاح العالم. ومن ثم خف الطلب على المنتجات الأمريكية وازداد الطلب على اليابانية مما جعل الشركات تحاول تطبيق إدارة الجودة الشاملة في منظومتها. والجودة في منظور ديمنج عبارة عن « تخفيض مستمر للخسائر وتحسين مستمر للعمل في جميع النشاطات» وقد تحدث عن العديد من جوانب الإدارة وكيف نقوم بتحسين مستويات أدائها فالإدارة بالنسبة له هي المسئولة عن فهم حيثيات العمل ونظامه وعن تماسك وثبات إجراءات العمل وفي دعم عملية التحسين والتطوير المستمر وقد قام بتوضيح هذه الفكرة وهذا التصور في المبادئ الأربعة عشر التي وضعها في إدارة الجودة وهي كالآتي:
1- تحديد هدف ثابت للمنشأة من أجل تحسين جودة منتجاتها وخدماتها.
2 – تبني فلسفة جديدة لمفهوم الجودة.
3 – التوقف عن الاعتماد على التفتيش بغرض تحسين الجودة, ولكن يفضل استخدام الوسائل الإحصائية لمراقبة العلمية الإنتاجية.
4 – التوقف عن ممارسة فلسفة الشراء المعتمدة على الأسعار فقط, ويفضل أن يتمتع الممول « البائع» بخاصية الجودة.
5 – استخدام الوسائل الإحصائية لمعرفة نوعية المشكلات ومصادرها وكذلك الاستمرار في تحسين النظام.
6 – استخدام الأدوات الحديثة للتدريب على رأس العمل.
7 – استخدام الطرق الحديثة في عملية الإشراف.
8 – البعد عن سياسة التخويف.
9 – القضاء على العوائق التنظيمية بين الأقسام المختلفة.
10 – التخلص من الحصص الرقمية.
11 – المراجعة الدورية لمعايير العمل من أجل تحقيق جودة عالية.
12 – إزالة العوائق التي تقف في وجه الاعتزاز بنوعية العمل.
13 – تطوير برنامج قوى لتدريب العاملين على مهارات جديدة.
14 – اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق عملية التحول من خلال تطبيق محتويات النقاط الثلاث عشر الأنفة الذكر.
ومن خلال المبادئ السابقة استخلص ديمنج سبع مشكلات هامة تعوق عملية تحسين وتطوير الجودة وهذه المشكلات هي:
1 – عدم تحديد هدف المنشأة.
2 – تركيز المنشأة على الأرباح قصيرة الأجل.
3 – التركيز على التقويم الرقمي للأداء والمعدلات السنوية.
4 – التغيير المستمر في القيادات الإدارية.
5 – أن تتم إدارة المنشأة من خلال الأرقام المعروفة.
6 – الارتفاع المستمر للتكاليف الطبية.
7 – الارتفاع المستمر لتكاليف الالتزام والديون المعدومة.
من وجهة نظر العالم ديمنج أن الجودة لا بد أن تكون نقطة الارتكاز لأي منشأة من خلال تقيد القوى العاملة من قبل الإدارة بالمنظور طويل الأجل, وأنه من مسؤوليات الإدارة العليا تبني فكرة تطوير السياسات والإجراءات والعمل على تهيئة موظفيها لتقبل التغيير والتطوير المستمر وإدراكهم لمسؤولياتهم الإدارية والفنية.
وركز أيضا على أن تكون العلاقة مع الموردين ترتكز على الجودة وليس على الأسعار المنخفضة, وأشار على أهمية وجود تطوير مستمر في طرق اختبار الجودة وتفهم أكثر لاحتياجات وتوقعات المستفيدين.
وأخيرا فقد أكد ديمنج على أهمية معرفة علم الإحصاء وخاصة الطرق الإحصائية البسيطة التي تساعد صناع القرار في اتخاذ الطريق أو المسار الصحيح الأمثل وتحديد أنواع الانحرافات خلال عملية الإنتاج, كما أنه لم يركز فقط على النظام ومكوناته إنما اهتم أيضا بالجانب الإنساني في العملية حيث أنه حث الإدارة على معرفة الطرق التي تعمل على تحفيز العاملين وحثهم على رفع مستوى أداء العمل.